علامات الضيافة العالمية في طليعة اهتمامات المستثمرين والعملاء حول العالم

علامات الضيافة العالمية في طليعة اهتمامات المستثمرين والعملاء حول العالم

لا يقتصر اهتمام عملاء قطاع الضيافة اليوم على الخدمات التقليدية فقط؛ فهم يتطلعون إلى اختبار تجربة متكاملة، في أجواء خاصة ولحظات تبقى في الذاكرة. يرغبون في الشعور بالمفاجأة، وعيش المغامرة، واكتشاف الأصالة، دون التنازل عن عناصر الراحة والجودة والعناية بأدق التفاصيل.

ولعل أكثر العلامات التجارية العالمية تفوقاً هي التي تنجح في تلبية هذه التطلعات مجتمعة. فهي تدرك ما يجذب الذواقة، ومحبي المغامرات، والباحثين عن التجديد، والمتطلعين لاكتشاف ثقافات جديدة. تنجح هذه العلامات في تقديم تجارب ثرية بطابعها، تُشعر الزائر بأن التميّز جزء طبيعي من كل تفصيل.

وسواء كانت هذه العلامات تزاول أنشطتها في مجالات الضيافة الفاخرة، أو أنماط الحياة العصرية، أو الأطعمة والمشروبات والترفيه، فإنها لا تستهوي العملاء فقط، بل أصبحت أيضاً محط اهتمام المستثمرين، للأسباب ذاتها تقريباً.

ويتمتع قطاع الضيافة بإمكانات اقتصادية هائلة. ففي العام الماضي، توقّع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن تصل مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد العالمي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بقيمة 11.1 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، أي ما يعادل نحو 10% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. ولهذا، ليس من المستغرب أن تحظى أبرز العلامات التجارية في قطاع الضيافة باهتمام واسع من قبل المستثمرين.

لكن الكثير من المستثمرين اليوم يتّبعون نهجاً أكثر استراتيجية وانتقائية. فهم لا يبحثون فقط عن العائد (على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا المحور)، بل يهتمّون بالعلامات التجارية التي تمتلك رؤية واضحة، وقدرة على الاستمرارية، ومضموناً يعبّر عن اهتمامات الجيل الجديد من العملاء. فالمستثمر العصري يتمتع بالوعي الكافي لتقدير القيمة الحقيقية لهذه العلامات، وإمكاناتها في تحقيق عوائد كبيرة ومستدامة.

ومن الواضح أن عنصر التجربة المختلفة والفريدة من نوعها قد أصبح اليوم من أبرز عوامل التميّز في قطاع الضيافة، إذ يبحث المستثمرون عن علامات تجارية تقدّم مفهوماً مبتكراً بحق من حيث التجارب المتاحة للعملاء. ولعلّ ما يطمح إليه المستثمر والعميل في هذا المجال هو نظرة تكاد تكون مشتركة؛ ولهذا نجد أن العديد من أشهر العلامات التجارية العالمية في قطاع الضيافة تحظى بإقبال كبير سواء من قبل العملاء أو المستثمرين على حد سواء.

ديرك نيكلسون

الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات وعلاقات المستثمرين في ألفا ظبي القابضة

لهذا السبب، تتّبع شركة ألفا ظبي القابضة نهجاً مدروساً في استثماراتها في قطاع الضيافة، سواء من خلال عمليات الاستحواذ أو بناء شراكات استراتيجية مع علامات تجارية رائدة ومتميّزة. ويتجسد هدفنا في التعاون مع علامات تحظى بشهرة واسعة، وطابع فريد، وتاريخ عريق، وتُعدّ في بعض الحالات وجهات سياحية بحد ذاتها.

وفي هذا الإطار، نسعى إلى ترسيخ موقعنا الريادي عبر التركيز على بناء شراكات استراتيجية مع أبرز العلامات العالمية والمحلية في قطاع الفنادق وأنماط الحياة الفاخرة، بهدف المساهمة الفعالة في رسم ملامح جديدة لمستقبل قطاع الضيافة. وبالاعتماد على نهج مرن قادر على مواكبة مختلف التوجهات، نجحت ألفا ظبي القابضة في تعزيز مكانتها كمستثمر فاعل ومحفّز رئيسي للنجاح في قطاع الضيافة، عبر تبنّي أفضل ممارسات ريادة الأعمال والابتكار كمرتكزات رئيسية لدفع عجلة الاستثمار طويل الأمد.

ودليلاً على ذلك، أبرمنا في عام 2022 شراكة استراتيجية مع شركة "مونتيروك إنترناشونال ليمتد" أسفرت عن تأسيس شركة "أدمو لايف ستايل القابضة". وبفضل مواقعها الرائدة في كل من دبي وسنغافورة، إلى جانب اتباع خطط تطوير طموحة في لندن وميامي ولاس فيغاس وأبوظبي، تركز "أدمو" على التوسّع عالمياً عبر تقديم تجارب ضيافة متكاملة وفاخرة تتماشى مع أعلى المعايير العالمية، وترتقي بتجربة إقامة الضيوف إلى آفاق جديدة، وعلى كافة المستويات.

كما نجحنا في جمع باقة من أبرز العلامات التجارية المرموقة عالمياً، مثل "ناموس"، و"إم شريف"، و"سي لا في"، وقمنا أيضاً بتأسيس مشروع مشترك مع "أدميندز للضيافة" تحت اسم "ألفا مايند". وتعتبر هذه العلامات رائدة في قدرتها على بناء علاقات قوية مع الفئات المستهدفة من الجمهور، بل وتلعب في كثير من الأحيان دوراً محورياً في جذب الزوار إلى المدينة أو الوجهة نظراً لقوة حضورها وتأثيرها اللافت.

ولا شك بأن القدرة على جذب الاهتمام تمثل عاملاً محورياً في توجيه استراتيجية الاستثمار لدى ألفا ظبي القابضة، إذ نُدرك تماماً كيف يمكن للعلامات التجارية أن تسهم في تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية عالمية. فعلى سبيل المثال، تلعب "المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق"، التابعة لألفا ظبي، دوراً بارزاً في تسليط الضوء على جماليات المنطقة وتراثها الغني، من خلال إتاحة الفرصة للمسافرين والمجموعات السياحية للتفاعل مع التنوع الثقافي، والتواصل مع المجتمع المحلي، واستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة، والاطلاع على جوهر الثقافة العربية الأصيلة.

وعندما ننظر إلى النتائج على أرض الواقع، أفادت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بأن فنادق الإمارة استقبلت نحو 4.8 مليون نزيل منذ بداية عام 2024 وحتى أكتوبر، بزيادة نسبتها 26% في أعداد الزوار الدوليين مقارنة بعام 2023. وأرى أن هذا النمو المتسارع يعكس المكانة المتنامية التي تحظى بها فنادق أبوظبي في قلوب الزوار من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب الإقبال المتزايد من قبل الضيوف المحليين.

وتضم "المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق" تحت مظلتها مجموعة من الأصول المميزة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، من بينها فندق "إنتركونتيننتال" وفندق "سانت ريجيس جزيرة السعديات" ومنتجع وسبا "الوثبة" التابع لمجموعة "لكجري كوليكشن" في أبوظبي، إضافة إلى "شيفال بلان راندهلي" في جزر المالديف و"شيفال بلان سيشيل".

وختاماً، فإن محفظتنا اليوم تضم مجموعة من العلامات التجارية العالمية المتميزة التي تحظى بمكانة خاصة لدى العملاء، لكونها تقدم للضيوف تجارب استثنائية، وتساهم في الوقت ذاته في إضافة قيمة ملموسة إلى المدن والدول التي نزاول أعمالنا فيها. والنظر إلى المستقبل، فإن هدفنا هو مواصلة عقد الشراكات التي تتيح لنا تقديم تجارب ضيافة عالمية المستوى تلاقي تطلعات كافة فئات الضيوف والزوار.